السّلاحف البريّة حيوانات تنتمي إلى فصيلة من الزّواحف، لها أقدام ذات أصابع مُخصَّصة للسّير على الأرض اليابسة وليس السّباحة في الماء، وهي تمتازُ بأنّ لها صدفةً قويّةً تحميها من الأخطار والحيوانات المُفترسة. لا تعيش السّلاحف البريّة في الماء أبداً، فموطنها الوحيد هو اليابسة، وهي تتواجد بصُورة طبيعيّة في جميع قارّات العالم ما عدا أستراليا وأنتاركتيكا، وتكثر أعدادها على بعض الجزر الاستوائيّة والمُنعزلة نسبياً، مثل جزر الغالاباغوس وموريشيوس.
انقرضت العديد من أنواع السّلاحف، خصوصاً على الجزر، بسبب تعرّض بيئتها لتدّخل الإنسان. يعيش في العالم حوالي خمسون نوعاً من السّلاحف البريّة، أصغرها يبلغ طولها حوالي 10-15 سنتيمتراً، وأمّا أكبرها (وهي سلحفاة الغالاباغوس وسلحفاة ألدابرا العملاقة) فقد يتجاوز طولها المتر.[١]
تربية السّلاحف البريّة العناية بالسّلاحف البريّةإنّ السّلاحف البريّة هي إحدى الحيوانات الأليفة التي يستطيع أيّ شخص أن يقوم بتربيتها في المنزل ليستمتع بها ويُلاعبها، فهي حيوانات مُسالمة؛ حيث إنّها لا تحملُ خطراً على الإنسان، وتتميّز بعمرها الطّويل، ولا تتسبّب بالأذى للممتلكات أو البيوت باعتبارها كائنات هادئة وصغيرة الحجم ولا تشكل عائقاً. بالرّغم من ذلك، فإنّ تربية السّلاحف في المنزل تتطلّب حرصاً وحذراً كبيرَيْن من أجل السّلاحف نفسها؛ فكثيراً ما تتعرّض السّلاحف لمشاكل صحيّة خطيرة وتموت عن عُمر قصير عندما يقتنيها الإنسان كحيوانات أليفة، وتعتبر حيوانات حسَّاسة نحو الظّروف البيئيّة المُحيطة بها، ولذا فإنّ تربيتها في بلدٍ أو منطقة مناخيّة تختلفُ عن بيئتها الأصليّة قد يضع حياتها بخطرٍ شديد، وقد يكون الحفاظ على صحّتها صعباً.[٢]
مكان الاحتفاظ بالسّلاحفبصورة طبيعية تحتاج السّلاحف البريّة الأليفة (وخصوصاً عندما تكون من منطقة البحر المُتوسّط مثل السّلحفاة اليونانيّة) إلى تربيتها داخل وخارج المنزل في الآن ذاته. تحتاج السّلاحف إلى مساحة واسعة لتتحرَّك فيها، حيث إنّ صحّتها تتدهور بسُرعة لو بقيت حبيسة داخل الأقفاص البلاستيكيّة الصّغيرة المُعتادة. بشكل عام، لا يُنصَح باقتناء السّلاحف في حال عدم القدرة على توفير مساحة خارجيّة لها في الحديقة أو ما شابه، مع الحرص على إدخال السّلحفاة إلى المنزل عندما يسوء الطّقس، مثل الأمطار القويّة، أو الرّياح، أو العواصف الرمليّة.[٢]
الإضاءة والتّدفئةتحتاج السّلاحف إلى حوالي 14 ساعةً من الضّوء والحرارة يوميّاً، لو لم يكُن من المُمكن توفير ذلك لها من ضوء الشّمس فيُمكن استعمال الأضواء الصناعيّة الخاصّة بالأقفاص. في حال الاحتفاظ بها ضمن طقسٍ بارد على نحو خاصّ أو في بيت غير مُدفّأ فقد يكون من المُهمّ جداً توفير التّدفئة الخاصّة بالقفص لها.[٢]
الطّعامتحتاج السّلاحف البريّة أيضاً إلى غذاءٍ جيّد، وتفاصيل الطّعام والعناصر الغذائيّة التي تحتاجها قد تكون شديدة التّعقيد، إلا أنّ الصّفة العامّة التي تحتاجها هذه الحيوانات في طعامها هي احتوائه على الكثير من الألياف الغذائيّة مُقابل كميّات ضئيلة من البروتينات والدّهون والسُكريّات. هذا يعني أنه يجب تجنّب إطعام السّلحفاة أيّ نوع من البقوليّات (مثل الفول والحمص والبازيلاء)، وكذلك تجنّب إعطائها طعام الكلاب والقطط الجاهز؛ فقد يكون مُضرّاً جدّاً بصحّتها. الغذاء الصّحيح للسّلاحف هو الأوراق الخضراء والأزهار، فهذا هو طعامها الطبيعيّ في البريّة، ويجب الحرص على عدم إعطائها أيّ نوع من الخضراوات أو الفواكه أو أطعمة الإنسان.[٢]
أنواع السّلاحف البريّةتنقسم السّلاحف البريّة إلى حوالي خمسين نوعاً، لكن التي يتم اقتناؤها كحيوانات أليفة في العادة هي عدّة أنواعٍ فقط، أهمّها ما يأتي:[٣]
التّمييز بين السّلحفاة الذّكر والسّلحفاة الأنثى سهل بالإجمال، ويمكن للإنسان غير الخبير القيامُ به بكفاءة جيّدة. قد تختلفُ الفروقات بين السّلاحف الأنثى والذّكر قليلاً بين كلّ نوع من السّلاحف البريّة، لذا يُستحسن الحصول على تعليمات دقيقة بخصوص التّمييز بين جنسَي النّوع المطلوب وليس الاكتفاء بالإرشادات العامّة. أيضاً عندما تكون السّلاحف صغيرة الحجم قد لا يكون من السّهل تمييز جنسها، إذا كان طولها حوالي 6-7 سنتيمتراتٍ فإن ذلك يجعل التعرّف عليها أصعب.[٤] بصورة عامة، الطّريقتان الأساسيّتان لتحديد جنس السّلحفاة هُما كما في الآتي:[٥]
المقالات المتعلقة بتربية السلاحف البرية